الكويتي الحر

Tuesday, October 10, 2006

مقال آخر اعجبني للكاتب فيصل الزامل

البعض يؤمن بـ «الإنسان مسيّر» سياسياً!
الثلاثاء 10 أكتوبر 2006 - الانباء
-------------------------------------
تتفاوت جودة قراءة القرآن الكريم، ومن أسباب التفوق حسن التجويد، وهذا يجيده معظم القراء، وبعد ذلك نبرة الصوت،
فقد تكون البحة أو الغُنة مما يجمل تلك النبرة، وهي مواهب. يبقى ان نشير الى ان درجة التحصيل العلمي ليست
مرتبـطة بجودة القراءة، فقد يجــتمعان، أو لا يجتمعان. اذا نقلت هذه الملاحظة الى دنيا السياسة، فانني استذكر هنا
ادولف هتلر، ذلك الرسام المولود في النمسا، الباحث عن عمل في ميونيخ، عندما آلمته احدى أسنانه وراجع الطبيب،
الذي كان منتميا إلى حزب مغمور اسمه «النازيون»، انتبه ذلك الطبيب الى نبرة صوت هتلر، كانت فيه بحة مميزة، ما
دعاه لاصطحابه الى مقر الحزب، وبشيء من التمرين على الالقاء بدأ نجم هتلر في البروز. هل كانت تلك
«البحة» والجاذبية كافيتين للدلالة على عبقرية ذلك القائد الملهم ادولف هتلر، ام انها دفعت الجماهير للاعجاب بالظاهرة الصوتية، حتى لو كانت تحمل الدمار للبشر والديار؟! بشكل أكثر وضوحا، نحتاج الى وضع المؤثرات الصوتية جانبا،
فقد شهدنا زعيما مثل الشيخ زايد يرحمه الله ممن لم يعرف بالاطناب في الكلام، ولكنه كان رجلا فذا في بناء دولته،
ومواطنيه. واذا اردنا اسقاط ذلك على ما يجري في الساحة الكويتية هذه الأيام، فالجميع يلاحظ ان استحقاقات معركة
الرئاسة النيابية ستبقى هي الشغل الشاغل للوطن وللمواطنين، وسيتم توظيف أي مجهود اصلاحي، وأي تكتل سياسي،
لكي يصب هذا وذاك ـ في النهاية ـ في صالح ذلك الاستحقاق، ما يجعل الحديث حوله ـ وليس فيه ـ هو مضيعة للوقت.
في الغرب يفهمون ان هناك من يخسر معركة الرئاسة، مثل آل غور، بفارق مشكوك فيه، ومع ذلك يتقبلون النتائج،
ويمارس آل غور دورا ايجابيا في استقرار الدولة فيوقف، هو وحزبه، الجدل القانوني، وتدور عجلة الحياة، رغم انها
تعني خسارة زعامة العالم، وليس أميركا، في حين اننا (....)! لقد دار حديث جدي حول اثر هذا الاسلوب ـ ندوات
الاثنين ـ على الوضع السياسي في البلاد قبيل الاحتلال، والرسالة التي تلقاها المحتل، حتى اسمى جريمته «تلبية
النداء»، ترى، هل يهدف هذا الضجيج الى ابعاد أي نية للتأريخ لتلك المرحلة، وتوصيف اثرها فيما جرى بشكل علمي
وتأريخي؟! اننا لا نستطيع السكوت، «ما فينا شدة» لتكرار 1990 في صورة أقسى، وهي الاحتراب الداخلي، ونحن
نرى بيننا من يضع «ذاته» في كفة وأجيال ومواطنين ودولة في كفة! اننا في صحافة الكويت الحرة، نختلف عن
الاتجاهات السياسية التي تؤمن حتى النخاع بأن الانسان مسيّر لا مخيّر، في العمل السياسي، فهذه الاتجاهات لا تعقد
عليها الآمال في أي اصلاح، وبأي درجة. نعم، الفساد الاداري ملف، وأسوأ نوع هو الفساد السياسي، في توظيف الفساد
وتحويله الى «باطل، أريد به باطل». ان حال بعض النواب تثير الأسى والشفقة، كمثل طفل في محل حلوى (أشتري
هذا، لا، هذا، لا هذا هذا...) في تناول ملفات كثيرة تحت تأثير سياط «مسيّرون لا مخيّرون»! يرحم الله نواب الحكمة من
الرعيل الأول، كانت لهم شخصية مستقلة، اذا تكلموا فلابد ان تستمع اليهم، حتى وان اختلفت معهم، لأنهم «هم» الذين
يتحدثون، وليسوا مجرد أصداء لغيرهم! كلمة أخيرة : كانت تلك «البحة» وراء الفتوى الشهيرة «المجلس سيد قراراته»
التي بموجبها صار المجلس يشرع لنفسه الرواتب والامتيازات، ويشن الغارات على اللائحة الداخلية، وانتفخت تلك «
الذات» عند بعضهم الى حد المجاهرة بالافطار، فهو لا يُسأل عما يفعل، والناس يُسألون!

3 Comments:

Post a Comment

<< Home